السبت، 22 أبريل 2023

الصحابة المعتزلون للفتنة بين علي ومعاوية،والخائضون فيها.من كان على حق ومن على صواب؟

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


المقدمة:
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :

لما قتل الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه - اختلف الصحابة في أمر قتلته ، فطائفة طالبت الخليفة الجديد : علي بن أبي طالب-رضي الله عنه - بالإسراع في الاقتصاص من هؤلاء القتلة ،وطائفة ثانية طالبت عليا بالاقتصاص من القتلة و جعلته شرطا لمبايعته ، و طائفة ثالثة وافقت هؤلاء في ضرورة الاقتصاص من قتلة الخليفة الشهيد ، لكنها كانت ترى ضرورة تأخيره حتى تتهيأ الظروف لتنفيذه .وطائفة اعتزلت الفتنة.

فالطائفة الأولى مثّلها الصحابيان : طلحة بن عبيد الله ،و الزبير بن العوام -رضي الله عنهما - و كانا قد طلبا من علي أن يعينهما واليين ليجمعان له العساكر فلما لم يستجب لهما ، التحقا بمكة المكرمة و بها استنفرا الناس و جمعوهم للمطالبة بدم الخليفة الشهيد المقتول ظلما و عدوانا .


و الطائفة الثانية هي أهل الشام ،و في مقدمتها : معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص و النعمان بن بشير -رضي الله عنهم .

و أما الطائفة الثالثة فمثّلها الخليفة علي بن أبي طالب، و من معه كابن عباس ،و عمار بن ياسر ،و الحسن و الحسين،-رضي الله عنهم - و بما أن عليا هو الخليفة فإنه أصر على موقفه في تأجيل القصاص ،و عزم على استخدام القوة تجاه من خالفه و لم يبايعه من الطائفتين السابقتين ،و أعلن لجنده أن قراره هذا هو مجرد اجتهاد شخصي و رأي رآه أنه يحقق الطاعة و وحدة الجماعة ، و لم يدع أن معه نصوصا سمعها من رسول الله - -عليه الصلاة و السلام.
فهذا التباين في وجهات النظر ،و الإصرار على المواقف هما اللذان جرا الطوائف الثلاث إلى الاقتتال .


مما أدى إلى ظهور طائفة رابعة اعتزلت الجميع و نأت بنفسها بعيدا عن القتال ،و عدتّه فتنة ،و دعت الناس إلى عدم المشاركة فيه .

البحث الأول:من الأكثر الصحابة الذين انغمسوا في الفتنة أم الذين اعتزلوها؟
هذا سؤال جد مهم لمعرفة هل الصحابة هاجوا في الفتنة كما يصورها أعداءهم ومن ليس لهم علم بالمسألة،أم اعتزلوها ولم يخض فيها الا القليل القليل مع البيان بالدليل،وكل يؤخذ من قوله ويرد الا النبي صلى الله عليه وسلم.

الجواب هو أن الذين اعتزلوا الفتنة هم ألوف مؤلفة عكس من خاضوا فيها:

1-عن أيوب السختياني ، عن محمد بن سيرين أنه قال : لما حدثت الفتنة كان عدد الصحابة عشرة آلاف ، لم (( يخف منهم أربعون رجلا )). معمر بن راشد : الجامع ، ج 11ص: 357 واسنادها صحيح.

2-عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن اسماعيل-ابن علية- عن أيوب- السختياني- عن محمد بن سيرين ، أن قال : (( هاجت الفتنة و أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- عشرة آلاف ، فما حضر فيها مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين )).الخلال : السنة ، ج2 ص: 466 .و احمد بن حنبل : العلل و معرفة الرجال ، ج3 ص: 182 .والاسناد صحيح.

انطلاقا من هاتين الروايتين الصحيحتين نستنتج التالي:

عدد الصحابة أثناء الفتنة:10000
عدد الصحابة الذين انغمسوا في الفتنة:ما بين 30 الى 40

النسبة المئوية لمن اعتزل الفتنة من الصحابة:99.70 بالمائة.

البحث الثاني:الأحاديث النبوية الواردة في اعتزال الفتنة:
1-عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ , قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَيْرُ النَّاسِ فِي الْفِتْنَةِ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي مَالِهِ , يَعْبُدُ رَبَّهُ , وَيُؤَدِّي حَقَّهُ , وَرَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , يُخِيفُهُمْ وَيُخِيفُونَهُ " .مسند أحمد ج6 ص419،تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره وسنن الترمذي:ج4/ص473 ح2177 وصححه الألباني والمعجم الكبير:ج25/ص150 ح360 ومسند الشاميين:ج2/ص239 ح1262 ومسند إسحاق بن راهويه {رقم 2325} وهو مروي عن كثير من الصحابة.


2- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا مُحَمَّدُ ، إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يَقْتَتِلُونَ عَلَى الدُّنْيَا فَاعْمَدْ بِسَيْفِكَ عَلَى أَعْظَمِ صَخْرَةٍ فِي الْحَرَّةِ ، فَاضْرِبْ بِهَا ، حَتَّى يَنْكَسِرَ ، ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ " ، فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .المعجم الأوسط للطبراني:ج2/ص73 ح1289 ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات .مجمع الزوائد للهيثمي ج 7 ص 301 


3- أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- أعطى سيفا لمحمد بن مسلمة ، -رضي الله عنه - و قال له : (( جاهد بهذا ، في سبيل الله ، فإذا اختلفت أعناق الناس ، فاضرب به الحجر ، ثم ادخل بيتك ، فكن حلسا ملقى ، حتى تأتيك يد خاطئة ، أو منية قاضية )).رواه الطبراني في المعجم الكبير ، و رجاله ثقات ج 7 ص 301 .

4- قال الحسن: ان عليا بعث إلى محمد بن مسلمة فجيء به فقال ما خلفك عن هذا الأمر قال دفع الي بن عمك يعني النبي صلى الله عليه و سلم سيفا فقال:" قاتل به ما قوتل العدو فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضا فاعمد به إلى صخرة فاضربه بها ثم الزم بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة"، قال خلوا عنه" . مسند أحمد بن حنبل : ج 4 ص: 225 ،وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط:حسن بمجموع طرقه والمعجم الكبير:ج19/ص235 ح523 .

5-عن أبي هريرة ، أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال : (( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ،و القائم فيها خير من الماشي ، و الماشي فيها خير من الساعي ،و من تشرّف لها تستشرفه ، فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به)).صحيح البخاري ، ج6 ص: 2594ح6671 و صحيح مسلم:ج4/ص2211 ح2886.

6-عَن أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "كَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ " يَعْنِي فِي الْفِتْنَةِ " وَالْزَمُوا أَجْوَافَ الْبُيُوتِ ، وَكُونُوا فِيهَا كَالْخَيِّرِ مِنَ ابَنِي آدَمَ " . رواه أحمد في المسند ج 4ص: 408 وعلق الشيخ شعيب الأرنؤوط:صحيح لغيره .وسنن أبي داود:ج4/ص100 ح4259 و الترمذي في سننه ج4 ص: 490 و صححه الألباني.وسنن ابن ماجه:ج2/ص1310 ح3961 وصححه الألباني.و مسند الروياني {رقم 585} ومصنف ابن أبي شيبة:ج7/ص448 ح37122 وصحيح ابن حبان:ج13/ص297 ح5962 و المعجم الأوسط للطبراني :ج8/ص257 ح8563 وسنن البيهقي الكبرى:ج8/ص191 ح16577


7-أن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عندما اعتزل الطائفتين ، أرسل إليه علي بن أبي طالب ، يقول له : نعم ما رأيت من مفارقتك معاوية ، و إني أنزلك بمنزلة رسول الله -صلى الله عليه و سلم - التي أنزلكها )) ، فرد عليه جرير بقوله : ((إن رسول الله - صلى الله عليه و سلم- بعثني إلى اليمن أقاتلهم حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوا حرمت دماؤهم و أموالهم )) ، لذا فأنا لا أقاتل من يقول لا إله إلا الله".الذهبي في السير، ج 2 ص : 530


8- قال عليه الصلاة و السلام ، للحسن بن علي رضي الله عنهما : (( ابني هذا سيد ، و لعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين )). صحيح البخاري ، ج8 ص : 98-99 .


9-قالت عديسة بنت أهبان : لما جاء علي بن أبي طالب ههنا البصرة دخل على أبي . فقال يا أبامسلم ألا تعينني على هؤلاء القوم ؟ قال بلى . قال فدعا جارية له . فقال ياجارية أخرجي سيفي . قال فأخرجته . فسل منه قدر شبر فإذا هوخشب . فقال:إن خليلي وابن عمك صلى الله عليه و سلم عهد إلي إذا كانت الفتنة بين المسلمين . فأتخذ سيفا من خشب" . فإن شئت خرجت معك . قال لاحاجة لي فيك ولا في سيفك .سنن ابن ماجة كتاب الفتن ج 2 ص: 1309،قال الشيخ الألباني:حسن صحيح،ومسند أحمد ج 5ص: 69، و ج6 ص: 393 وقال شعيب الأرنؤوط : حديث حسن.


10-عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَلامَةُ الرَّجُلِ فِي الْفِتْنَةِ أَنْ يَلْزَمَ بَيْتَهُ " 
.مسند الفردوس للديلمي ج3 ص357 وكنز العمال:ح30825 وصحيح الجامع للشيخ الألباني رقم 3649 وقال:حسن.


11-قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا ذَكَرَ الْفِتْنَةَ أَوْ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ ، فَقُلْتُ : كَيْفَ أَفْعَلُ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ ؟ قَالَ : " الْزَمْ بَيْتَكَ ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ". 
حديث حسن :أخرجه أبو داود (4343) ، والنسائي في " عمل اليوم " (205) ، وابن المبارك في " مسنده " (257) ، وابن أبي شيبة (15/9ـ 10) ، وأحمد (2/212) ، والطحاوي في " بيان مشكل حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - " (2/67 ـ 68) ، وابن السني في " عمل اليوم (439) ، والحاكم (4/282 ـ 238) ، وأبو عمرو الداني في " الفتن " (117) ، والطبراني في " كبيره " (ج 13 رقم 4/قطعة من الجزء الثالث عشر) ، والخطابي في " العزلة " (ص 63 ـ 64)


12- أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ الْكِنْدِيِّ , قَالَ : جَاءَنَا الْمِقْدَادُ لِحَاجَةٍ لَهُ , فَقُلْنَا لَهُ : اجْلِسْ , عَافَاكَ اللَّهُ حَتَّى نَطْلُبَ لَكَ حَاجَتَكَ , قَالَ : فَجَلَسَ , فَقَالَ : لَعَجَبٌ مِنْ قَوْمٍ مَرَرْتُ بِهِمْ آنِفًا يَتَمَنَّوْنَ الْفِتْنَةَ , يَزْعُمُونَ لَيَبْتَلِيهِمُ اللَّهِ فِيهَا , مَا أَبَلا رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ , وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ :إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ , إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ , إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ " , يُرَدِّدُهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ , " وَلَمَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ " , فَوَاهًا .سنن أبي داود:ج4/ص102 ح4263 و صحّحه الألبانيّ والمعجم الكبير:ج20/ص252 ح598 ومسند الشاميين:ج3/ص175 ح2021.


13-قال أبو بكرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها والماشي فيها خير من الساعي إليها ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض قال يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين فضربني رجل بسيفه أو يجئ سهم فيقتلني قال يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار .
صحيح مسلم:ج4/ص2212 ح2887 والمستدرك على الصحيحين:ج4/ص487 ح8361 ومسند أحمد:ج5/ص48 ح20508 وسنن البيهقيالكبرى:ج8/ص190 ح16574ومصنف ابن أبيشيبة:ج7/ص446 ح37111 وسنن أبي داود:ج4/ص99 ح4256 وصحيح ابن حبان:ج13/ص303 ح5965 وهو مروي بأسانيد صحيحة عن كثير من الصحابة الآخرين.


المبحث الثالث:هل موقف علي بن أبي طالب اجتهاد أم عهد من النبي صلى الله عليه وسلم؟وندمه على القتال.

1-حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ ، قَالَ : " قُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا أَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ رَأْيٌ رَأَيْتَهُ ؟ فَقَالَ : مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ وَلَكِنَّهُ رَأْيٌ رَأَيْتُهُ " .سنن أبي داود ج 4 ص: 217 و صححه الألباني.و رواه عبد الله بن أحمد في السنة ، ج2 ص: 561 .

2-قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ أَبُو الْعَلَاءِ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , يَقُولُ : لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , الْبَصْرَةَ فِي أَمْرِ طَلْحَةَ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ ، وَابْنُ عَبَّادٍ ، فَقَالَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا ، أَوَصِيَّةً أَوْصَاكَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَمْ عَهْدًا عَهِدَهُ عِنْدَكَ ، أَوْ رَأَيًا رَأَيْتَهُ حِينَ تَفَرَّقَتِ الْأُمَّةُ ، وَاخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهَا ؟ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا أَكُونُ أَوَّلَ كَاذِبٍ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْتَ فَجْأَةٍ ، وَلَا قُتِلَ قَتْلًا ، وَلَقَدْ مَكَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ ، كُلَّ ذَلِكَ يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ ، فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ ، فَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ " ، وَلَقَدْ تَرَكَنِي وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى مَكَانِي ، وَلَوْ عَهِدَ إِلَيَّ شَيْئًا لَقُمْتُ بِهِ ، حَتَّى عَارَضَتْ فِي ذَلِكَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ ، فَقَالَتْ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلٌ رَقِيقٌ ، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ " . فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي أَمْرِهِمْ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ وَلَّى أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمْرَ دِينِهِمْ ، فَوَلَّوْهُ أَمْرَ دُنْيَاهُمْ ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ ، فَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي ، وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي ، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، لَجَعَلَهَا فِي وَلَدِهِ , فَأَشَارَ بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَمْ يَأْلُ ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ , وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ ، وَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي , وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي ، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، لَجَعَلَهَا فِي وَلَدِهِ ، وَكَرِهَ أَنْ يَتَخَيَّرَ مِنْ مَعْشَرِ قُرَيْشٍ رَجُلًا ، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَ الْأُمَّةِ ، فَلَا تَكُونُ فِيهِ إِسَاءَةٌ مِنْ بَعْدِهِ إِلَّا لَحِقَتْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَبْرِهِ ، فَاخْتَارَ مِنَّا سِتَّةً ، أَنَا فِيهِمْ ، لِنَخْتَارَ لِلْأُمَّةِ رَجُلًا ، فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا وَثَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَوَهَبَ لَنَا نَصِيبَهُ مِنْهَا عَلَى أَنْ نُعْطِيَهُ مَوَاثِيقَنَا عَلَى أَنْ يخْتَارَ مِنَ الْخَمْسَةِ رَجُلًا ، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَ الْأُمَّةِ ، فَأَعْطَيْنَاهُ مَوَاثِيقَنَا ، فَأَخَذَ بِيَدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَايَعَهُ ، وَلَقَدْ عَرَضَ فِي نَفْسِي عِنْدَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا نَظَرْتُ فِي أَمْرِي ، فَإِذَا عَهْدِي قَدْ سَبَقَ بَيْعَتِي ، فَبَايَعْتُ وَسَلَّمْتُ ، وَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي , وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي ، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ , فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , نَظَرْتُ فِي أَمْرِي ، فَإِذَا الْمَوْثِقَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي عُنُقِي لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَدِ انْجَلَتْ ، وَإِذَا الْعَهْدُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ وَفَّيْتُ بِهِ ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي دَعْوَى ، وَلَا طَلِبَةٌ ، فَوَثَبَ فِيهَا مَنْ لَيْسَ مِثْلِي ، يَعْنِي : مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، لَا قَرَابَتُهُ قَرَابَتِي ، وَلَا عِلْمُهُ كَعِلْمِي ، وَلَا سَابِقَتُهُ كَسَابِقَتِي ، وَكُنْتُ أَحَقَّ بِهَا مِنْهُ ، قَالَا : صَدَقْتَ ، فَأَخْبِرْنَا عَنْ قِتَالِكَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ ، يَعْنِيَانِ : طَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا صَاحِبَاكَ فِي الْهِجْرَةِ ، وَصَاحِبَاكَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ، وَصَاحِبَاكَ فِي الْمَشُورَةِ ، فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : بَايَعَانِي بِالْمَدِينَةِ وَخَالَفَانِي بِالْبَصْرَةِ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ " ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ .إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرةللبوصيري ج 4 ص216 ، وقال :هذا إسناد صحيح.

3- خَطَبَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا فِي الْإِمَارَةِ شَيْئًا وَإِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ رَأَيْنَاهُ» .رواه عبد الله بن أحمد في السنة بإسناد صحيح ، ج 2 ص: 570 . و البخاري : التاريخ الكبير، ج 4ص: 33 .و الخطيب البغدادي : ج 3 ص: 165 وسنن البيهقي الكبرى:ج8/ص193 ح16590.

4-عن قيس بن عباد قال قال علي رضي الله عنه لابنه الحسن يوم الجمل يا حسن ليت أباك مات من عشرين سنة قال فقال له الحسن: يا أبت قد كنت أنهاك عن هذا ،قال: يا بني لم أر الأمر يبلغ هذا .السنة لعبد الله بن أحمد : ج 2 ص: 566 بسند صحيح .و ابن كثير : البداية ، ج7 ص: 247 .و الحاكم : المستدرك ، ج3ص: 420 .و ابن عبد البر : الاستيعاب ، ج 3 ص: 1371 والمعجم الكبير:ج1/ص114 ح203

5-عَنْ أَبِي الضُّحَى ، قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ الْخُزَاعِيُّ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - رضي الله عنهما-" أَعْذِرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فقال الحسن: لقد رأيته يوم الجمل-وفي رواية:يوم صفين- وهو يلوذ بي وهو يقول: ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة". اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري[ج8 ص6] وقال:رواته ثقات ومسند الحارث:ج2/ص761 ح757

6-عَنْ أَبِي الضُّحَى ، قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ الْخُزَاعِيُّ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ : أَعْذِرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَإِنَّمَا مَنَعَنِي مِنْ يَوْمِ الْجَمَلِ كَذَا وَكَذَا , قَالَ : فَقَالَ الْحَسَنُ : لَقَدْ رَأَيْتُهُ حِينَ اشْتَدَّ الْقِتَالُ يَلُوذُ بِي ، وَيَقُولُ : " يَا حَسَنُ , لَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ حِجَّةً " . مصنف ابن أبي شيبة:ج7/ص546 ح37835 وج7/ص545 ح37832

7- عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ يَوْمَ الْجَمَلِ : " وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً " . ".مصنف ابن أبي شيبة:ج7/ص544 ح37824

8- عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، قَالَ : أَجْلَسَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ طَلْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ فَمَسَحَ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، فَقَالَ : " وَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِثَلاثِينَ سَنَةً " 
المستدرك على الصحيحين:ج3/ص420 ح5597

9-قَالَ عَلِيّ يَوْمَ صِفِّينَ وَهُوَ عَاضٌّ عَلَى شَفَتِهِ : لَوْ عَلِمْت أَنَّ الْأَمْرَ يَكُونُ هَكَذَا مَا خَرَجْت ، اذْهَبْ يَا أَبَا مُوسَى فَاحْكُمْ وَلَوْ خَرَّ عُنُقِي . مصنف ابن أبي شيبة:ج7/ص548 ح37852 وج7/ص548 ح37853

10-عَنْ أَبِي مُعَالِجٍ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِأَبِي مُوسَى : اُحْكُمْ وَلَوْ يَخِرُّ عُنُقِي مصنف ابن أبي شيبة:ج7/ص548 ح37853

11-عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجَمَلِ أَوْ يَوْمَ صِفِّينَ شَيْئًا فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَدِدْتُ أَنِّي مُتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً».السنة لعبد الله بن أحمد : ج 2 ص: 555
12-عَنْ أَبِي جَعْفَرٍالباقر ، قَالَ : " جَلَسَ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ يَوْمَ الْجَمَلِ يَبْكُونَ عَلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ .مصنف ابن أبي شيبة:ج7/ص536 ح37774

المبحث الرابع:الصحابة المعتزلون للفتنة وأقوالهم فيها:

1-الصحابي الجليل البدري سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه بلا انقطاع:

1-1:عن أيوب السختياني ،و عن محمد بن سيرين ، أنه قيل لسعد : ألا تقاتل ، فانك من أهل الشورى ،و انت أحق بهذا الأمر من غيرك ؟ قال : (( لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ،و لسان و شفتان ، يعرف الكافر من المؤمن ،و قد جاهدت و أنا أعرف الجهاد ،و لا أبخع نفسي إن كان رجل خيرا مني )). معمر بن راشد : الجامع ، ط2 بيروت المكتب الإسلامي، ج11 ص: 357 واسناده صحيح.

1-2: أن أحد أبناء سعد بن أبي وقاص ، قال لوالده : نزلت في إبلك و غنمك و تركت الناس يتنازعون الملك ، فضرب سعد صدر ولده عمر و قال له : (( اسكت سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-يقول :إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي )) . صحيح مسلم ، بيروت دار إحياء التراث العربي، ج4 ص: 2277.

1-3:و في رواية لأحمد بن حنبل أن سعدا قال لابنه عمر : (( أي بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا ، لا و الله حتى أعطي سيفا إن ضربت به مؤمنا نبا عنه ،و إن ضربت به كافرا قتلته ،و قد سمعت رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يقول : ((إن الله عز وجل يحب الغني الخفي التقي )) .المسند ، مصر مؤسسة قرطبة ، ج 1 ص: 177 .

1-4: جاء رجل إلى سعد بن أبي وقاص ،و قصّ عليه مناما رآه عن الفتنة ، ثم قال له : مع أي الطائفتين أنت ؟ فقال سعد : ما أنا مع واحدة منهما ، فقال الرجل : فما تأمرني ؟ قال : هل لك من غنم ؟ قال : لا ، فقال له سعد : فاشتر غنما ، فكن فيها حتى تنجلي الفتنة.الذهبي : سير أعلام النبلاء ج 1 ص: 120 واسناده صحيح.
1-5: وكان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يغبط سعد بن أبي وقاص ،و عبد الله بن عمر -رضي الله عنهم - و يقول : (( لله منزل نزله سعد و ابن عمر ، لئن كان ذنبا لصغير ،و لئن كان حسنا إنه لعظيم )) . الذهبي : تذكرة الحفاظ ج 1 ص: 22

و قوله هذا صحيح المعنى و جدير بالتنويه و الاعتبار ، لأن الفتنة جرّت على المسلمين مصائب كثيرة ،و أورثتهم الفرقة و العداوة ،و البغضاء و الاقتتال ،و لم ينج منها إلا الذين اعتزلوها ،وهم الغالبية الساحقة من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
2-الصحابي البدري محمد بن مسلمة الأنصاري -رضي الله عنه ما دام الله والنهار:
و أما محمد بن مسلمة الأنصاري -رضي الله عنه - فقد اعتزل موقعتي الجمل و صفين و اتخذ سيفا من خشب ، و خرج من المدينة إلى بادية الرّبذة و أقام بها ، و كان ذلك بأمر نبوي ، و هو من نجباء الصحابة ، شهد بدرا و المشاهد الأخرى . و هو الذي قال فيه رسول الله -صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح -: (( لا تضرّه الفتنة )) و في رواية (( لا تضرّك الفتنة )) .

2-1:عن أبي بردة بن أبي موسى أنه مر-أيام الفتنة- بمحمد بن مسلمة بالربذة ، فقال له : لو خرجت إلى الناس فأمرت و نهيت ، فقال له : قال لي النبي -عليه الصلاة و السلام- (( يا محمد ستكون فرقة و فتنة و اختلاف ، فاكسر سيفك ،و اقطع وترك ،و اجلس في بيتك )) ففعلت ما أمرني أحمد بن حنبل : ج 3ص: 493 .و الذهبي :السير، ج2 ص: 371 .و البخاري : التاريخ الكبير ، ج1 ص : 11 .

2-2: أن الرسول -صلى الله عليه و سلم - قال له : (( إذا رأيت الناس يقتتلون على الدنيا فاعمد بسيفك على أعظم صخرة في الحرة ، فاضربه بها ، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة ، أو منية قاضية )) ، ثم قال محمد بن مسلمة : ففعلت ما أمرني به رسول الله -صلى الله عليه و سلم )) .رواه الطبراني في المعجم الأوسط ، و رجاله ثقات . علي بن أبي بكر الهيثمي : مجمع الزوائد ، القاهرة دار الريان للتراث ، 1407 ، ج 7 ص: 301

2-3: أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- أعطى سيفا لمحمد بن مسلمة ، -رضي الله عنه - و قال له : (( جاهد بهذا ، في سبيل الله ، فإذا اختلفت أعناق الناس ، فاضرب به الحجر ، ثم ادخل بيتك ، فكن حلسا ملقى ، حتى تأتيك يد خاطئة ، أو منية قاضية )) . رواه الطبراني في المعجم الكبير ، و رجاله ثقات . ج 7 ص: 301 .

2-4:أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- جاء -أيام الفتنة-إلى محمد بن مسلمة ، و قال له : (( ما خلفك عن هذا الأمر ؟ فقال له : دفع إلي ابن عمك -يعني الرسول - سيفا و قال لي : قاتل به ما قوتل العدو ، فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضا ، فاعمد به إلى صخرة فاضربه بها ، ثم ألزم بيتك حتى تأتيك منية قاضية ، أو يد خاطئة )) فقال علي خلّو عنه.
أحمد بن حنبل : ج 4 ص: 225 .

2-5:أن رسول الله -عليه الصلاة و السلام - قال لمحمد بن مسلمة: (( إنها ستكون فتنة و فرقة و اختلاف ، فإذا كان كذلك فأت بسيفك أُحدا فاضربه حتى ينقطع ، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة ، أو منية قاضية )) ، ثم قال محمد بن مسلمة -أيام الفتنة- : فقد فعلت ما قاله لي رسول الله -عليه الصلاة و السلام.رواه الطبراني في المعجم الأوسط ،و رجاله ثقات . الهيثمي : ج 7 ص: 301 .و رواه أيضا ابن ماجة ،و صححه الألباني.
3-الصحابي الجليل المحبوب ابن الحب أسامة بن زيد رضي الله عنه وأرضاه:

6693 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قال عمرو أخبرني محمد بن علي أن حرملة مولى أسامة أخبره - قال عمرو وقد رأيت حرملة - قال : أرسلني أسامة إلى علي وقال إنه سيسألك الآن فيقول ما خلف صاحبك ؟ فقل له يقول لك:" لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه، ولكن هذا أمر لم أره ".
صحيح البخاري ط 3 بيروت، دار ابن كثير ج 6 ص : 2602


عن معمر بن راشد عن الشهاب الزهري ، أن عليا لقي أسامة -رضي الله عنهما - فقال له : ما كنا نعدك إلا من أنفسنا يا أسامة ، فلم لا تدخل معنا -أي في القتال- فقال له : "يا أبا حسن ، إنك و الله لو أخذت بمشفر -أي الشفة- الأسد لأخذت بمشفره الآخر معك حتى نهلك جميعا ، أو نحيا جميعا ، و أما هذا الأمر الذي أنت فيه ، فو الله لا أدخل فيه" )).سير أعلام النبلاء ج 2 ص: 504

4-الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه:

6676 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة ابن الأكوع : أنه دخل على الحجاج فقال يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت ؟ قال لا ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم أذن لي في البدو ،وعن يزيد بن أبي عبيد قال لما قتل عثمان بن عفان خرج سلمة بن الأكوع إلى الربذة وتزوج هناك امرأة وولدت له أولادا فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليال نزل المدينة .
[ أخرجه البخاري في صحيحه البخاري : المصدر السابق ج 6 ص : 2597 . و ابن حجر : فتح الباري ج 13 ص: 42 وأخرجه مسلم في الإمارة باب تحريم رجوع المهاجر إلى استيطان وطنه رقم 1862 ]
5- الصحابي الجليل : أبو هريرة رضي الله عنه أمين حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

فقد اعتزل الفتنة و لم يلابسها رضي الله عنه .منهاج السنة ط رشاد سالم ج 8 ص: 146

وهو انما اتخذ هذا الموقف تمسكا بالحديث المشهور عن اعتزال الفتنة ، لأنه هو أحد رواته ، فقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة ، أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال : (( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ،و القائم فيها خير من الماشي ، و الماشي فيها خير من الساعي ،و من تشرّف لها تستشرفه ، فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به )).
صحيح البخاري ، ج6 ص: 2594
6-الصحابي الجليل أهبان بن صيفي البصري رضي الله عنه وأرضاه:

فإنه عندما اعتزل الفتنة ، جاءه علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- و طلب منه أن يلتحق به ، فقال له : نعم، ثم دعا جارية له بأن تأتيه بسيفه ، فأخرجته فإذا هو من خشب ، و قال لعلي : (( 
إن خليلي ابن عمك -صلى الله عليه و سلم-عهد إلي إذا كانت الفتنة بين المسلمين ، فاتخذ سيفا من خشب ، فإن شئت خرجت معك ، قال علي : لا حاجة لي فيك و لا في سيفك" .احمد بن حنبل : المسند ج 5ص: 69، و ج6 ص: 393 .و ابن ماجة ،و الترمذي ، و صححه الألباني . سنن ابن ماجة كتاب الفتن ج 2 ص: 1309 .و سنن الترمذي ، كتاب الفتن ج4 ص: 490
7-الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي كان من أحرص الصحابة على الإتباع:

فقد حرص رضي الله عنه على ألا يقترب من الفتنة أبدا ،و لا يكون سببا في قتل أحد من المسلمين ، و كان يقول :" من قال حي على الصلاة أجبته ، و من قال : حي على قتل أخيك المسلم و أخذ ماله ، فلا" .الذهبي: السير، ج 3 ص: 228 باسناد حسن.

و عندما كلّفه علي بن أبي طالب-بعدما بايعه الناس- بالذهاب إلى الشام ليتولى إمارته ، اعتذر له و ترجاه بأن يعفيه ، فلم يقبل منه ، فظل ابن عمر يبحث عن المعاذير ، و استعان عليه بأخته حفصة أم المؤمنين -رضي الله عنها- ثم خرج ليلا إلى مكة فارا دون علم من علي ، فلما سمع بأمره سكن.الذهبي: السير، ج 3 ص: 224 بسند رجاله ثقات.
8-الصحابي الجليل عبد الله بن سعد بن أبي سرح رضي الله عنه:

كان واليا لعثمان بن عفان- رضي الله عنه- على مصر ، فلما سمع باستشهاده سنة 35ه اعتزل الفتنة ،و التحق بفلسطين فرارا منها - أي الفتنة- فبقي بها إلى أن وافته المنية ، و هو في الصلاة ، سنة 36ه.البخاري : التاريخ الكبير ، ج5 ص: 29 .و النووي : تهذيب الأسماء ، ج1 ص: 254
9-الاعتزال الجماعي للفتنة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم:
و من مظاهر الاعتزال الجماعي للفتنة ، أن علي بن أبي طالب عندما ندب أهل المدينة للخروج معه للقتال لم يوافقوه ،و أبوا الخروج معه ، فكلّم عبد الله بن عمر شخصيا للخروج معه ، فقال له : أنا رجل من المدينة . ثم كرر عليهم دعوته للسير معه عندما سمع بخروج أهل مكة إلى البصرة ، فتثاقل عنه أكثرهم ،و استجاب له ما بين : 4 الى7 من البدريين.
ابن كثير : البداية و النهاية ، ج 7 ص: 231 ، 234
10-الصحابي الجليل عبد الله بن سلام رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه:

فلقد اعتزل الفتنة و لم يلابسها ، و عندما رأى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قد قرر الخروج إلى العراق و تهيأ له ، نهاه عن ذلك ،و قال له :" ألزم منبر رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فإن تركته لا تراه أبدا ". فقال علي لأصحابه :" إنه رجل صالح منا ))) .ابن حجر في الإصابة ، ج4ص: 119 باسناد جيد.

و في رواية أخرى: أنه نصحه بعدم الخروج من المدينة ،و قال له :"لئن خرجت منها لا ترجع إليها ،و لا يعود إليها سلطان المسلمين ". فلم يعجب قوله بعض أصحاب علي ، فسبوه فتدخل علي و قال لهم : "دعوه فنعم الرجل من أصحاب الرسول -عليه الصلاة و السلام" .ابن كثير : البداية والنهاية ج 7 ص: 134
11-الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه:

أما عمران بن حصين -رضي الله عنه- فقد اعتزل الفتنة و دعا الناس إلى اعتزالها ، و نهاهم عن بيع السلاح فيها وكرهه .
صحيح البخاري : ج 2 ص: 741 .و البيهقي : السنن الكبرى ، ج 5 ص: 327 .و الطبري :تاريخ الأمم و الملوك ج3ص: 37 و الذهبي : سير أعلام النبلاء ، ط مصر ، ج 2 ص: 509.
قال ابن جرير الطبري : حدثنا عمرو بن علي- أبو حفص الصيرفي- حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا أبو نعامة العدوي ، عن حجير بن الربيع، أنه قال : قال لي عمران بن حصين: " سر إلى قومك و اجمع ما يكونون ، فقم فيهم قائما ، فقل أرسلني إليكم عمران بن حصين صاحب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يقرأ عليكم السلام ، ثم ادعوهم إلى اعتزال الفتنة ، و إن اعتزالها على رأس جبل لرعي المعز ، هو أحب إلى عمران بن حصين، من أن يرمي بسهم واحد بين الفريقين . فلما ذهب إلى قومه و أخبرهم بما قاله لهم عمران بن حصين لم يسمعوا له ،و أصروا على الخوض في الفتنة و القتال فيها".
الطبري : تاريخ الأمم و الملوك ج3ص: 37-38 باسناد رجاله ثقات.
12-الصحابي الجليل أبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه وجعل الجنة مثواه:

اعتزل الفتنة و لم ينظم إلي أية طائفة . ابن عبد البر: الاستيعاب ج 4ص: 1430 و أبو الحجاج المزي : تهذيب الكمال ، ج1ص: 141 .
------------------------- ------------------------- ------------------------- -----------------------
عندما التقى بالأحنف بن قيس حاملا سيفه ،و متوجها إلى الالتحاق بجيش علي بن أبي طالب ، أوقفه و أقنعه بالعدول عن رأيه ، بعدما أخبره أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال : (( إذا تواجه المسلمان بسيفهما ، فالقاتل و المقتول في النار ، فقيل : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه أراد قتل صاحبه )) و في رواية : (( إنه كان حريصا على قتل صاحبه )) .صحيح البخاري ج1 ص: 20، و ج6 ص: 2594 .و سنن أبي داود : ج 4 ص: 103

------------------------- ------------------------- ------------------------- -----------------------
و قد روى هذا الصحابي الجليل حديثا نبويا صحيحا فيه أمر باعتزال الفتنة ، و هو أن الرسول -عليه الصلاة و السلام - قال : (( ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيرا من الجالس ،و الجالس خيرا من القائم ،و القائم خيرا من الماشي ،و الماشي خيرا من الساعي ، )) فقال له أبو بكرة : يا رسول الله ما تأمرني ؟ قال : (( من كانت له إبل فليلتحق بإبله ،و من كانت له غنم فليلتحق بغنمه ،و من كانت له أرض فليلتحق بأرضه ،)) فقال له أبو بكرة : فمن لم يكن له شيء من ذلك ؟ قال : (( فليعمد إلي سيفه فليضربه بحده على حرة ، ثم لينجوا ما استطاع النجاء )) .رواه أبو داود ، و صححه الألباني . سنن أبي داود ، ج4 ص: 99 .
13-الصحابي الجليل جرير بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه:
فقد أرسله علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، إلى معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- يدعوه لمبايعته ، ثم اعتزل الفريقين و لم يشارك في الفتنة . الحاكم : المستدرك ج3 ص:225 والذهبي : السير ج 2 ص: 530،531 .و ابن حجر : ج 1 ص: 475
------------------------- ------------------------- ------------------------- -----------------------
وعندما اعتزل جرير الطائفتين ، أرسل إليه علي بن أبي طالب ، يقول له : نعم ما رأيت من مفارقتك معاوية ، و إني أنزلك بمنزلة رسول الله -صلى الله عليه و سلم - التي أنزلكها )) ، فرد عليه جرير بقوله : (( إن رسول الله - صلى الله عليه و سلم- بعثني إلى اليمن أقاتلهم حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوا حرمت دماؤهم و أموالهم )) ، لذا فأنا لا أقاتل من يقول لا إله إلا الله .الذهبي : السير ، ج 2 ص : 530 .
14-الصحابي الجليل أبو أيوب خالد بن يزيد الأنصاري رضي الله عنه:
و ذلك أنه اعتزل الطائفتين المتقاتلتين في معركتي الجمل و صفين ، ثم التحق بعلي عندما أرسلته إليه أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها فحضر معه معركة النهروان في حربه للخوارجالطبري : تاريخ الأمم ، ج3 ص: 6 والخطيب البغدادي : تاريخ بغداد ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، د ت ، ج 1ص: 153 . و الذهبي : السير ، ج2 ص: 406، 410 .
15-الصحابي الجليل أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه وأرضاه:

ولاه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إمارة الكوفة عندما انصرف إلى صفين . الحاكم :المستدرك ج 3ص: 126 .
------------------------- ------------------------- ------------------------- ----------------------
لكن أبا مسعود لم يكن راضيا عما يجري في هذه الفتنة ، فكان يخطب في الناس و يقول لهم:" إنه لا يحب أن تقتتل الطائفتان ،و أنه يرجو أن يحقن الله تعالى دماءهم ، و يصلح ذات بينهم" . الذهبي : الخلفاء الراشدون ،ص: 403 .و سير أعلام النبلاء ط بيروت ، ج2 ص: 495 .
---------------------- ------------------------- ------------------------- ----------------------
و كان يقول أيضا : (( ما أود أن تظهر إحدى الطائفتين على الأخرى ، فقيل له ماذا تريد ؟ قال : أن يكون بينهم الصلح . فلما قدم علي إلى الكوفة ،و سمع به ، قال له : اعتزل عملنا . فقال له أبو مسعود لما ؟ قال علي : إنا وجدناك لا تعقل عقلة . قال أبو مسعود : أما أنا فقد بقي من عقلي أن الآخر شر )).
 الذهبي : سير أعلام النبلاء ج2ص: 495 .
16-الصحابي الجليل أبو أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه:
لقد فرح هذا الصحابي الجليل أبو أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه بذهاب بصره قبل حدوث الفتنة ، و ذلك أنه فقد بصره قبل استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه فلما حدثت الفتنة قال : (( الحمد لله الذي متعني ببصري في حياة النبي صلى الله عليه و سلم ، فلما أراد الله الفتنة في عباده كف بصري عنها ))
 .الحاكم ( المستدرك ج3 ص: 591 ) .و الطبراني ،و رجاله ثقات . الهيثمي : مجمع الزوائد ، ج9 ص: 363
17-الصحابي الجليل الأَحْنَفُ بنُ قَيْسِ رضي الله عنه وأرضاه:

عن عمرو بن جاوان قال قلت له أرأيت اعتزال الأحنف ما كان قال سمعت الأحنف قال حججنا فإذا الناس مجتمعون في وسط المسجد يعني النبوي وفيهم علي والزبير وطلحة وسعد إذ جاء عثمان فذكر قصة مناشدته لهم في ذكر مناقبه قال الأحنف فلقيت طلحة والزبير فقلت إني لا أرى هذا الرجل يعني عثمان إلا مقتولا فمن تأمراني به قالا علي فقدمنا مكة فلقيت عائشة وقد بلغنا قتل عثمان فقلت لها من تأمرني به قالت علي قال فرجعنا إلى المدينة فبايعت عليا ورجعت إلى البصرة فبينما نحن كذلك إذ أتاني آت فقال هذه عائشة وطلحة والزبير نزلوا بجانب الخريبة يستنصرون بك فأتيت عائشة فذكرتها بما قالت لي، ثم أتيت طلحة والزبير فذكرتهما فذكر القصة وفيها، قال فقلت: والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقاتل رجلا أمرتموني ببيعته فاعتزل القتال مع الفريقين.

الراوي: حصين بن عبدالرحمن المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 13/38
خلاصة الدرجة:
 إسناده صحيح


الاعتزال الجماعي للصحابة الكبار البدريين،وأنه لم يشارك في الفتنة الا 4 فقط في موقعة الجمل و6 في موقعة الجمل وصفين معا:
وهم:علي وعمار وطلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين وغفر لهم.
------------------------- -------------------------
في موقعة الجمل لم يتجاوز عدد البدريين فيها 4 وهم الذين ذكرت أسماءهم في الأعلى:

عن الشعبي أنه قال : (( لم يشهد الجمل من أصحاب النبي عليه الصلاة و السلام غير علي ،و عمار ،و طلحة ،و الزبير ، فإن جاؤوا بخامس فأنا كذاب )).العلل و معرفة الرجال للامام أحمد ، ج 3 ص: 45 والمصنف لابن ابي شيبة، ج7 ص: 538 والذهبي : السير ، ج9 ص: 107 والاسناد صحيح.

------------------------- -------------------------
أما الموقعتين معا أي الجمل وصفين فلم يتجاوز عدد الصحابة الكبار البدريين فيها 6.
عن الشعبي أنه قال : (( بالله الذي لا إله إلا هو ، ما نهض في ذلك الأمر إلا ستة بدريين، ما لهم من سابع )).تاريخ الطبري ج3 ص: 6

و بذلك يكون ما رواه الشعبي دليل آخر على أن غالبية كبار الصحابة قد اعتزلوا الفتنة .

ماذا يقصد عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بالفئة الباغية؟

روح بن عبادة[ ثقة] : حدثنا العوام بن حوشب [ثقة]، عن عياش العامري[ثقة]، عن سعيد بن جبير[ثقة]، قال : لما احتضر ابن عمر ، قال : "ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث ; ظمأ الهواجر ، ومكابدة الليل ، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا ، يعني الحجاج . [سير أعلام النبلاء الجزء 3 الصفحة 232]

سفيان الثوري
[ ثقة] عن حبيب بن أبي ثابت[ ثقة] : عنسعيد بن جبير[ ثقة]، عن ابن عمر قال : ما آسى على شيء إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية [سير أعلام النبلاء الجزء 3 الصفحة 231] قلت:ذكره في معرض الحديث عن قصته مع الحجاج .

ولله الحمد عثرث على الرواية كاملة واسنادها صحيح جدا،وهي في الطبقات الكبرى لابن سعد:
أخبرنا يزيد بن هارون 
[ ثقة]قال أخبرنا العوام بن حوشب[ ثقة] قال حدثني عياش العامري [ ثقة]عن سعيد بن جبير [ ثقة]قال: لما أصاب ابن عمر الخبل الذي أصابه بمكة فرمي حتى أصاب الأرض فخاف أن يمنعه الألم فقال يا ابن أم الدهماء: اقض بي المناسك، فلما اشتد وجعه بلغ الحجاج فأتاه يعوده فجعل يقول لو أعلم من أصابك لفعلت وفعلت فلما أكثر عليه قال أنت أصبتني حملت السلاح في يوم لا يحمل فيه السلاح فلما خرج الحجاج قال ابن عمر :"ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث ظمء الهواجر ومكابدة الليل وألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا ".[ الطبقات الكبرى - ابن سعد ج4 ص 185]
باب كره الحسن رضي الله عنه للقتال بين الفئتين[الفتنة] منذ أول وهلة واختياره للصلح:

1-أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ:أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَعلَمُ أَنَّ الحَسَنَ أَكْرَهُ النَّاسِ لِلْفِتْنَةِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَلِيٌّ بَعثَ إِلَى الحَسَنِ، فَأَصْلَحَ مَا بَينَهُ وَبَينَهُ سِرّاً، وَأَعْطَاهُ مُعَاوِيَةُ عَهداً إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ وَالحَسَنُ حَيٌّ لَيُسَمِّيَنَّهُ، وَلَيَجْعَلَنَّ الأَمْرَ إِلَيْهِ.سير أعلام النبلاء (3/263)

2-قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَاللهِ إِنِّيْ لَجَالِسٌ عِنْدَ الحَسَنِ، إِذْ أَخذْتُ لأَقُوْمَ، فَجَذَبَ بِثَوْبِي، وَقَالَ: يَا هنَاهُ اجلِسْ!
فَجلَسْتُ، فَقَالَ: إِنِّيْ قَدْ رَأَيْتُ رَأْياً، وَإِنِّي أُحبُّ أَنْ تُتَابِعَنِي عَلَيْهِ!
قُلْتُ: مَا هُوَ؟
قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَعمَدَ إِلَى المَدِيْنَةِ، فَأَنْزِلَهَا، وَأُخَلِّيَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ هَذَا الحَدِيْثِ، فَقَدْ طَالتِ الفِتْنَةُ، وَسُفِكَتِ الدِّمَاءُ، وَقُطعَتِ الأَرْحَامُ وَالسُّبُلُ، وَعُطِّلَتِ الفُرُوْجُ.
قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: جَزَاكَ اللهُ خَيراً عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَأَنَا مَعَكَ.
فَقَالَ: ادْعُ لِي الحُسَيْنَ!
فَأَتَاهُ، فَقَالَ: أَيْ أَخِي! قَدْ رَأَيْتُ كَيْتَ وَكَيْتَ.
فَقَالَ: أُعِيذُكَ بِاللهِ أَنْ تُكذِّبَ عَلِيّاً، وَتُصَدِّقَ مُعَاوِيَةَ.
فَقَالَ الحَسَنُ: وَاللهِ مَا أَردْتُ أَمراً قَطُّ إِلاَّ خَالَفْتَنِي، وَاللهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَقذِفَكَ فِي بَيْتٍ، فَأُطَيِّنَهُ عَلَيْكَ، حَتَّى أَقْضِيَ أَمْرِي.
فَلَمَّا رَأَى الحُسَيْنُ غَضَبَهُ، قَالَ: أَنْتَ أَكْبَرُ وَلَدِ عَلِيٍّ، وَأَنْتَ خَلِيفَتُهُ، وَأَمْرُنَا لأَمْرِكَ تَبَعٌ.
فَقَامَ الحَسَنُ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّيْ كُنْتُ أَكْرَهُ النَّاسِ لأَوِّلِ هَذَا الأَمْرِ، وَأَنَا أَصلَحْتُ آخِرَهُ...، إِلَى أَنْ قَالَ:
إِنَّ اللهَ قَدْ وَلاَّكَ يَا مُعَاوِيَةُ هَذَا الحَدِيْثَ لِخيرٍ يَعْلَمُهُ عِنْدَكَ، أَوْ لِشَرٍّ يَعْلَمُهُ فِيكَ: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِيْنٍ} [الأَنْبِيَاءُ: 111].ثُمَّ نَزَلَ.
سير أعلام النبلاء (3/264)

رواية أثرث في كثيرا:
قَالَ أَبُو العَالِيَةِ:"لَمَّا كَانَ زَمَانُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ، وَإِنِّي لَشَابٌّ، القِتَالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الطَّعَامِ الطَّيِّبِ، فَتَجَهَّزْتُ بِجَهَازٍ حَسَنٍ حَتَّى أَتَيْتُهُم، فَإِذَا صَفَّانِ مَا يُرَى طَرَفَاهُمَا، إِذَا كَبَّرَ هَؤُلاَءِ، كَبَّرَ هَؤُلاَءِ، وَإِذَا هَلَّلَ هَؤُلاَءِ، هَلَّلَ هَؤُلاَءِ، فَرَاجَعْتُ نَفْسِي، فَقُلْتُ: أَيُّ الفَرِيْقَيْنِ أُنَزِّلُهُ كَافِراً؟ وَمَنْ أَكْرَهَنِي عَلَى هَذَا؟
قَالَ: فَمَا أَمْسَيْتُ حَتَّى رَجَعْتُ، وَتَرَكْتُهُم.
(سير أعلام النبلاء 209/4).

أبو العالية هو الذي سمع القرآن الكريم كاملا ثلاث مرات من الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه،وهو عمدة قراءة أهل المدينة:قراءة الامام نافع.
عرفتم لماذا اعتزل الصحابة رضوان الله عليهم الفتنة؟أبو العالية أجابكم.

مبحث مهم:طائفة علي وطائفة معاوية مؤمنتان مسلمتان محقتان:


1-الطائفتان مؤمنتان:

قال الله تعالى:{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْفَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) } سورة الحجرات.
فسماهم مؤمنين مع الاقتتال


2-الطائفتان مسلمتان:

2-1:من حديث أبي بكرة رضي الله عنه:

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين".
صحيح البخاري:ج3/ص1328 ح3430،السنن الكبرى:ج1/ص531 ح1718،سنن النسائي (المجتبى):ج3/ص107 ح1410،المعجم الكبير:ج3/ص34 ح2593،سنن أبي داود:ج4/ص216 ح4662،المستدرك على الصحيحين:ج3/ص191 ح4809،مسند أحمد:ج5/ص51 ح20535، صحيح ابن حبان:ج15/ص418 ح6964 وغيرها كثير.
2-2:من حديث جابر رضي الله عنه:

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابني هذا سيد وليصلحن الله به بينفئتين من المسلمين يعني الحسن بن علي .المعجم الأوسط:ج7/ص130 ح7071 وج2/ص224 ح1810.

2-3:من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:

السنن الكبرى:ج6/ص72 ح10082
ونكتفي بما سبق،اذن فالحديث النبوي الصحيح يصف الطائفتين بالمسلمتين.


3-الطائفتان على الحق،لكن احداهما أولى:

3-1-عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" تمرق مارقة في فرقة من الناس فيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق" .صحيح مسلم:ج2/ص746 ح1064 ،سنن البيهقي الكبرى:ج8/ص170 ح16472،مسند أحمد:ج3/ص97 ح11940 ،سنن أبي داود:ج4/ص217 ح4667،مسند أبي يعلى:ج2/ص441 ح1246


3-2-عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يفترق أمتي فرقتين فيتمرق بينهما مارقة يقتلها أولى الطائفتين بالحق" .مسند أحمد:ج3/ص25 ح11212،صحيح ابن حبان:ج15/ص129 ح6735،سنن البيهقي الكبرى:ج8/ص187 ح16556،مسند أبي يعلى:ج2/ص499 ح1345،مسند الطيالسي:ج1/ص287 ح2165.
ومعلوم أن هذه الفرقة المارقة هم الخوارج وقد قاتلهم سيدنا علي رضي الله عنه في النهراوان.

المبحث الرابع:الاعتزال الجماعي للصحابة الكبار البدريين،وأنه لم يشارك في الفتنة الا 4 فقط في موقعة الجمل و6 في موقعة الجمل وصفين معا:
وهم:عَلِيٌّ وَعَمَّارٌ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ رضي الله عنهم أجمعين وغفر لهم.

في موقعة الجمل لم يتجاوز عدد البدريين فيها 4 وهم الذين ذكرت أسماءهم في الأعلى:

عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمْ يَشْهَدَ الْجَمَلَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ إِلاَّ عَلِيٌّ وَعَمَّارٌ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فَإِنْ جَاؤُوا بِخَامِسٍ فَأَنَا كَذَّابٌ.العلل و معرفة الرجال للامام أحمد ج 3 ص 45 والمصنف لابن ابي شيبة ج7 ص 538 ،والسنة للخلال ج 2ص467 رقم 729، والذهبي في سير أعلام النبلاء ج9 ص 107، والاسناد صحيح.

أما الموقعتين معا أي الجمل وصفين فلم يتجاوز عدد الصحابة الكبار البدريين فيها 6.

عن الشعبي أنه قال : (( بالله الذي لا إله إلا هو ، ما نهض في ذلك الأمر إلا ستة بدريين، ما لهم من سابع )).تاريخ الطبري ج3 ص: 6 

و بذلك يكون ما رواه الشعبي دليل آخر على أن غالبية كبار الصحابة قد اعتزلوا الفتنة .


و من مظاهر الاعتزال الجماعي للفتنة ، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما ندب أهل المدينة للخروج معه للقتال لم يوافقوه ،و أبوا الخروج معه ، فكلّم عبد الله بن عمر شخصيا للخروج معه ، فقال له : أنا رجل من المدينة . ثم كرر عليهم دعوته للسير معه عندما سمع بخروج أهل مكة إلى البصرة ، فتثاقل عنه أكثرهم ،و استجاب له ما بين : 4 الى7 من البدريين.ابن كثير : البداية و النهاية ج 7 ص: 231 .


قال بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ :"إِنَّ رِجَالا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لَزِمُوا بُيُوتَهُمْ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَهُ ، فَلَمْ يَخْرُجُوا إِلا إِلَى قُبُورِهِمْ "". العزلة والانفراد لابن أبي الدنيا [ص 18رقم9] و تاريخ المدينة لابن شبة ج4/ص1242 ومنهاج السنة النبوية[ج6 ص145] وعنه تلميذه ابن كثير في البداية والنهاية[ج7 ص281]وسنده حسن.

عن الحسن البصري أن رجلاً قال لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : هذا علي يدعو الناس ، وهذا معاوية يدعو الناس ، وقد جلس عنهما عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال سعد : أما إني لا أحدثك ما سمعته من وراء وراء ، ما أحدثك إلا ما سمعته أذناي ووعاه قلبي ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن استطعت أن تكون عبد الله المقتول ولا تقتل أحداً من أهل القبلة فافعل. تاريخ دمشق لابن عساكر ج 39 ص475

المبحث الخامس : براءة علي من دم عثمان:
1-عن عميرة بن سعد قال : كنا مع علي على شاطئ الفرات فمرت سفينة مرفوع شراعها فقال علي يقول الله عز و جل :"وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام "والذي أنشأها في بحر من بحاره ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله .
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل:ج1/ص458 ح739 وهو حسن لغيره.
والتاريخ الكبير للبخاري ج7 ص68

تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1264
تاريخ دمشق لابن عساكر ج 39 ص453
2- عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ العنزي وَأَبُو زُرَارَةَ الشيباني وكانا شيعة لعلي يقولان : نَشْهَدُ بِاللَّهِ عَلَى عَلِيٍّ شَهَادَةً يَسْأَلُنَا اللَّهُ عَنْهَا، فَقَدْ شَهِدْنَا مَعَهُ مَشَاهِدَ لَسَمِعْنَا عَلِيًّا يَقُولُ: «وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ، وَلَا اشْتَرَكْتُ، وَلَا أَمَرْتُ، وَلَا رَضِيتُ».
سنن سعيد بن منصورج2 ص388 وسنده صحيح.

تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1264تاريخ دمشق لابن عساكر ج 39 ص454

3-عن خليد أنه سمع عليا رضي الله عنه يقول:"ما قتلت عثمان".
التاريخ الكبير للبخاري ج4 ص171 و أيضا في ج4 ص371


4-قال عبد الرحمن بن أبي ليلى : رأيت عليا رافعا حضنيه يقول:" اللهم اني ابرأ إليك من دم عثمان ".
فضائل الصحابة:ج1/ص452 ح727 وسنده حسن

مسند ابن الجعد:ج1/ص329 ح2261
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1263
تاريخ دمشق لابن عساكر ج39 ص449

5- عن قيس بن عباد قال :سمعت عليا رضي الله عنه يوم الجمل يقول:" اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان" ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت والله أني لأستحيي من الله أن أبايع قوما قتلوا رجلا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة وإني لأستحيي من الله أن أبايع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد فانصرفوا فلما دفن رجع الناس فسألوني البيعة فقلت اللهم أني مشفق مما أقدم عليه ثم جاءت عزيمة فبايعت فلقد قالوا يا أمير المؤمنين فكأنما صدع قلبي وقلت اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
المستدرك على الصحيحين:ج3/ص101 ح4527

تاريخ دمشق لابن عساكر ج 39 ص450


6-عن سرية بنت زيد بن أرقم قالت: دخل علي على زيد بن أرقم يعوده، فخاضوا في الحديث، فقال علي رضي الله عنه: سلوني عما شئتم، فلا تسألون عن شئ إلا أنبأتكم به، فقال له زيد بن أرقم: نشدتك بالله، أنت قتلت عثمان ؟ فنكس رأسه ثم رفعه فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما قتلت عثمان ولا أمرت بقتله،ولا سرني .
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1262 .
المستدرك على الصحيحين:ج3/ص114 ح4567
مصنف ابن أبي شيبة:ج7/ص517 ح37674
تاريخ دمشق لابن عساكر ج 39 ص454


7-عن جعدة بن هبيرة قال قلت لعلي يا خال قتلت عثمان؟ قال:" لا والله ما قتلته ولا أمرت به ولكني غلبت ".
المستدرك على الصحيحين:ج3/ص211 ح4872

8-عن أسماء بن خارجة قال، رأيت عليا رضي الله عنه ينفض جيبه ويقول:"اللهم إني أبرأ إليك من قتل عثمان".
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1265

9-عن الحسن قال: لما بلغ عليا رضي الله عنه قتل عثمان استقبل القبلة ثم قال:" اللهم لم أرض ولم أمالئ".
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1266 وسنده صحيح.

10-عن محمد بن عبيد الله الانصاري، عن أبيه قال: سمعت عليا رضي الله عنه مرارا يقول:" اللهم إني أبرأ إليك من قتلة عثمان".
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1266

تاريخ دمشق لابن عساكر ج 25 ص116

11-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول: "والله ما أمرت، ولا قتلت، ولكن غلبت ،يقول ذلك ثلاث مرات".
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1267 وسنده صحيح.
تاريخ دمشق لابن عساكر ج 39 ص451

12-عن علي بن ربيعة الوالبي قال: قال علي رضي الله عنه:" لو أعلم بني أمية يقبلون مني لنفلتهم خمسين يمينا قسامة من بني هاشم ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله" .
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1269
تاريخ دمشق لابن عساكر ج 39 ص451

13-عن محمد بن الحنفية قال بلغ عليا : ان عائشة تلعن قتلة عثمان في المربد قال فرفع يديه حتى بلغ بهما وجهه فقال وانا ألعن قتلة عثمان لعنهم الله في السهل والجبل قال مرتين أو ثلاثا.فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج1/ص455 ح733 وسنده صحيح.


14-قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بن أبي طالب (ابن الحنفية) لِابْنِ عَبَّاسٍ: تَذْكُرُ يَوْمَ كُنْتُ فِيهِ عَنْ يَمِينِ عَلِيٍّ، وَأَنْتَ عَنْ شِمَالِهِ يَوْمَ الْمَرِيدِ؟ سَمِعَ ضَجَّةً مِنْ قِبَلِ الْمَرِيدِ فَبَعَثَ رَسُولًا لَيَنْظُرَ فَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ عَائِشَةَ تَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ وَالنَّاسُ يُؤَمِّنُونَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: «وَأَنَا أَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ فِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ» فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: أَمَا أَنَا وَابْنُ عَبَّاسٍ بِذَوَيْ عَدْلٍ؟
سنن سعيد بن منصور ج2ص388 وسنده صحيح.
مصنف ابن أبي شيبة:ج7/ص539 ح37793



15-عن سالم بن أبي الجعد قال: كنا مع محمد بن علي في الشعب فسمع رجلا ينتقص عثمان رضي الله عنه وعنده ابن عباس رضي الله عنهما، فقال محمد: يا ابن عباس هل شهدتأمير المؤمنين حين سمع الصيحة من قبل المربد ؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما: نعم عشية بعث فلان بن فلان، فقال: اذهب فانظر ما هذا ؟ فجاء فقال: هذه عائشة رضي الله عنها تلعن قتلة عثمان رضي الله عنه.
قال: وأنا ألعن قتلة عثمان، اللهم العن قتلة عثمان في السهل والجبل،قال: ثم أقبل علينا محمد فقال: أما في وفي ابن عباس لكم شاهدا عدل ؟ قلنا: بلى.
قال: فانتهوا.
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1261-1262
تاريخ دمشق لابن عساكر ج 39 ص456

16- عن مكحول قال: كان علي رضي الله عنه يلعن قتلة عثمان رضي الله عنه.
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1262 وسنده صحيح.


17- قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: لعن الله قتلة عثمان، فقال رجل: أما إنهم يزعمون أن عليا قتله.
فقال: قتله الله من قتله، لعن الله قتلة عثمان، ثم قال، قال علي: أنا وعثمان وطلحة والزبير كما قال الله: " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين 
".
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج3 ص1132

18-قال محمد بن علي بن الحنفية : صرخ صارخ يوم صفين قال: يا ثاراث عثمان. فقال علي رضي الله عنه: "اللهم اكبب اليوم قتلة عثمان لمناخرهم".
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1262 .

19-عن الضحاك قال، قال علي رضي الله عنه يوم الجمل: "اللهم جلل قتلة عثمان اليوم خزيا".
تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج4 ص1268 .
الامام علي رضي الله عنه يحكم على قتلى صفين من الفريقين بأنهم في الجنة:

قال الامام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله:حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ قَتْلَى يَوْمِ صِفِّينَ ، فَقَالَ : قَتْلاَنَا وَقَتْلاَهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَيَصِيرُ الأَمْرُ إلَيَّ وَإِلَى مُعَاوِيَةَ .المصنف لابن أبي شيبة[ج15 ص302 رقم39035] و سير أعلام النبلاء للذهبي ج3 ص 144 وكنز العمال: ح31700 والاسناد صحيح.

1-عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نجبَةَ الْفَرَارِيِّ قَالَ : أَخَذَ عَلِيٌّ عَلْيَهِ السَّلامُ بِيَدِي ، فَانْتَهَى بِي إِلَى قَتْلَى مُعَاوِيَةَ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى قَتْلَى أَصْحَابِهِ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِمْ ، مِثْلَ مَا تَرَحَّمَ عَلَى قَتْلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَتَتَرَحَّمُ عَلَى أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ وَقَدِ اسْتَحْلَلْتَ دِمَاءَهُمْ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ كَفَّارَةَ ذُنُوبِهِمْ قَتْلَنَا إِيَّاهُمْ. تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب البغدادي ج2 ص820 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 38 ص 77 وعنه كنز العمال للمتقي الهندي ج 11 ص 351

2-عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، قَالَ: وَقَفَ عَلِيٌّ عَلَى قَتْلاهُ وَقَتْلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ لِلْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا». تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب البغدادي ج2 ص820
باب كره الحسن بن علي رضي الله عنهما للقتال بين الفئتين[الفتنة] منذ أول وهلة واختياره للصلح ومبايعته لمعاوية رضي الله عنه:

1- قال علي رضي الله عنه يوم الجمل لم رأى القتلى و الرؤوس تندر : يا حسن أي خير يرجى بعد هذا؟ قال -الحسن- : تنهيتك عن هذا قبل أن ندخل فيه الحاكم في المستدرك ، ج3ص: 420 وعبد الله بن أحمد في السنة : ج 2 ص: 566 .و ابن كثير : البداية والنهاية ج7 ص: 247 .

2-عَنْ مُحَمَّد بْن حاطب قَالَ: لما فرغنا من قتال يَوْم الجمل قام علي بْن أَبِي طالب، والحسن بْن علي، وعمار بْن يَاسِر، وصعصعة بْن صوحان، والأشتر، وَمُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، يطوفون فِي القتلى، فأبصر الْحَسَن بْن علي قتيلا مكبوبا على وجهه، فأكبه على قفاه، فَقَالَ: إنا للَّه وإنا إِلَيْهِ راجعون، هَذَا فرع قريش، والله فَقَالَ لَهُ أبوه: ومن هُوَ يَا بني؟ فَقَالَ: مُحَمَّد بْن طلحة.
فقال: إنا للَّه وإنا راجعون، إن كَانَ- مَا علمته- لشابا صالحا، ثم قعد كثيبا حزينا. فقال لَهُ الْحَسَن: يَا أبت، قد كنت أنهاك عَنْ هَذَا المسير، فغلبك على رأيك فلان وفلان. قال: قد كَانَ ذَلِكَ يا بني، فلوددت أني مت قبل هَذَا بعشرين سنة.
ابن عبد البر في الاستيعابج 3 ص 1373 

3-جعل علي على مقدمة أهل العراق قيس بن سعد بن عبادة وكانوا أربعين ألفا بايعوه على الموت فقتل علي فبايعوا الحسن بن علي بالخلافة وكان لا يحب القتال ولكن كان يريد أن يشترط على معاوية لنفسه فعرف ان قيس بن سعد لا يطاوعه على الصلح فنزعه وأمر عبد الله بن عباس فاشترط لنفسه كما اشترط الحسن.[فتح الباري ج13/ص67-68] وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني :أخرجه الطبري بسند صحيح.

4-أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ بَكْرٍ[ثقة]، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيْرَةَ[ثقة]، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ[ثقة]:أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَعلَمُ أَنَّ الحَسَنَ أَكْرَهُ النَّاسِ لِلْفِتْنَةِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَلِيٌّ بَعثَ إِلَى الحَسَنِ، فَأَصْلَحَ مَا بَينَهُ وَبَينَهُ سِرّاً، وَأَعْطَاهُ مُعَاوِيَةُ عَهداً إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ وَالحَسَنُ حَيٌّ لَيُسَمِّيَنَّهُ، وَلَيَجْعَلَنَّ الأَمْرَ إِلَيْهِ.فلما توثق من الحسن،قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَاللهِ إِنِّيْ لَجَالِسٌ عِنْدَ الحَسَنِ، إِذْ أَخذْتُ لأَقُوْمَ، فَجَذَبَ بِثَوْبِي، وَقَالَ: اقعد يَا هنَاهُ اجلِسْ!
فَجلَسْتُ، فَقَالَ: إِنِّيْ قَدْ رَأَيْتُ رَأْياً، وَإِنِّي أُحبُّ أَنْ تُتَابِعَنِي عَلَيْهِ!
قُلْتُ: مَا هُوَ؟
قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَعمَدَ إِلَى المَدِيْنَةِ، فَأَنْزِلَهَا، وَأُخَلِّيَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ هَذَا الحَدِيْثِ، فَقَدْ طَالتِ الفِتْنَةُ، وَسقطت فيها الدِّمَاءُ، وَقُطعَتِ فيها الأَرْحَامُ وَ قطعت السُّبُلُ، وَعُطِّلَتِ الفُرُوْجُ-يعني الثغور-،قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: جَزَاكَ اللهُ خَيراً عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَأَنَا مَعَكَ على هذا الحديث.
فَقَالَ الحسن: ادْعُ لِي الحُسَيْنَ،فبعث الى حسين فأتاه، فَقَالَ: أَيْ أَخِي!اني قَدْ رَأَيْتُ رأيا واني أحب أن تتابعني عليه .قال:ما هو؟قال:فقص عليه الذي قال لابن جعفر،قَالَ الحسين: أُعِيذُكَ بِاللهِ أَنْ تُكذِّبَ عَلِيّاً في قبره، وَتُصَدِّقَ مُعَاوِيَةَ.
فَقَالَ الحَسَنُ: وَاللهِ مَا أَردْتُ أَمراً قَطُّ إِلاَّ خَالَفْتَنِي الى غيره، وَاللهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَقذِفَكَ فِي بَيْتٍ، فَأُطَيِّنَهُ عَلَيْكَ، حَتَّى أَقْضِيَ أَمْرِي.
فَلَمَّا رَأَى الحُسَيْنُ غَضَبَهُ، قَالَ: أَنْتَ أَكْبَرُ وَلَدِ عَلِيٍّ، وَأَنْتَ خَلِيفَتُهُ، وَأَمْرُنَا لأَمْرِكَ تَبَعٌ،فافعل ما بدا لك.
فَقَامَ الحَسَنُ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّيْ كُنْتُ أَكْرَهُ النَّاسِ لأَوِّلِ هَذَا الحديث، وَأَنَا أَصلَحْتُ آخِرَهُ لذي حق أديت اليه حقه أحق به مني،أو حق جدت به لصلاح أمة محمد،إِنَّ اللهَ قَدْ وَلاَّكَ يَا مُعَاوِيَةُ هَذَا الحَدِيْثَ لِخيرٍ يَعْلَمُهُ عِنْدَكَ، أَوْ لِشَرٍّ يَعْلَمُهُ فِيكَ: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِيْنٍ} [الأَنْبِيَاءُ: 111].ثُمَّ نَزَلَ.
طبقات ابن سعد[ج 6ص384-385] واسناده صحيح وعنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج3 ص264-265) والمزي في تهذيب الكمال [ج6ص247] والطبراني في الكبير(ج 3ص26) و"أنساب الأشراف للبلاذري ج 1ص386" وتاريخ دمشق ج13 ص275.

الوثيقة مصورة:

5-عن أنس بن سيرين قال: قال الحسن بن علي يوم كلم معاوية ما بين جابرس وجابلق : رجل جده نبي غيريوإني رأيت أن أصلح بين أمة محمد صلى الله عليه و سلم وكنت أحقهم بذاك ألا إنا قد بايعنا معاوية ولا أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين .فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل(ج2/ص769) واسنادها صحيح.

6-عن ابن سيرين أن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لو نظرتم ما بين جابرس إلى جابلق ما وجدتم رجلا جده نبي غيري وأخي وإني أرى أن تجتمعوا على معاوية { وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين } .
مصنف عبد الرزاق(ج11 ص452) وعنه الطبراني في الكبير(ج3 ص89) وتاريخ دمشق لابن عساكر ج13 ص272

7-
 عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فقال لي:اسْتَخْلَفَ النَّاسُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَبَعَثَ الْحَسَنُ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمْ أَمْرَانِ ، لاَبُدَّ لَكُمْ مِنْ أَحَدِهِمَا : دُخُولٌ فِي فِتْنَةٍ ، أَوْ قَتْلٌ مَعَ غَيْرِ إِمَامٍ ، فَقَالَ النَّاسُ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ : الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ أَعْطَى الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةَ ، فَرَجَعَ النَّاسُ ، فَبَايَعُوا مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَمْ يَكُنْ لِمُعَاوِيَةَ هَمٌّ إِلاَّ الَّذِينَ بِالنَّهْرَوَانِ ، فَجَعَلُوا يَتَسَاقَطُونَ عَلَيْهِ فَيُبَايِعُونَهُ ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ ثَلاَثُمِائَةٍ وَنَيِّفٍ ، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّخِيلَةِ .المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ احمد بن علي بن حجر العسقلاني[52/5]،قال ابن حجر العسقلانيهَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ،وقال البوصيري:رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح[اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة 17/8].

8-عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ الصُّلْحُ بَيْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَبَيْنَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَرَادَ الْحَسَنُ الْخُرُوجَ - يَعْنِي : إلَى الْمَدِينَةِ - فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : مَا أَنْتَ بِالَّذِي تَذْهَبُ حَتَّى تَخْطُبَ النَّاسَ ، قَالَ الشَّعْبِيُّ : فَسَمِعْته عَلَى الْمِنْبَرِ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ أَكَيْسَ الْكَيْسِ التُّقَى ، وَإِنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ ، وَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي اخْتَلَفْت فِيهِ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ حَقٌّ كَانَ لِي، فَتَرَكْته لِمُعَاوِيَةَ ، أَوْ حَقٌّ كَانَ لاِمْرِئٍ أَحَقَّ بِهِ مِنِّي ، وَإِنَّمَا فَعَلْت هَذَا لِحَقْنِ دِمَائِكُمْ {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إلَى حِينٍ} ثم نزل.المصنف لابن أبي شيبة[ج11 ص142 رقم31341] و
[ج15 ص100 رقم38527] وتاريخ دمشق ج 13ص273-274

9-قَالَ أَبُو الْغَرِيف: كُنَّا مُقَدَّمَةَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا بِمَسْكَنٍ مُسْتَمِيتِينَ تَقْطُرُ سُيُوفُنَا مِنَ الْجِدِّ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ وَعَلَيْنَا أَبُو الْعَمَرَّطة ، قَالَ : فَلَمَّا أَتَانَا صُلْحُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ كَأَنَّمَا كُسِرَتْ ظُهُورُنَا مِنَ الْحُزْنِ وَالْغَيْظِ ، قَالَ : فَلَمَّا قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفَةَ قَامَ إلَيْهِ رَجُلٌ مِنَّا يُكْنَى أَبَا عَامِرٍ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْك يَا 
مُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ : لاَ تَقُلْ ذَاكَ يَا أَبَا عَامِرٍ ، وَلَكِنِّي كَرِهْت أَنْ أَقْتُلَهُمْ طَلَبَ الْمُلْكِ ، أَوْ عَلَى الْمُلْكِ.المصنف لابن أبي شيبة[ج15 ص93 رقم38512] والمعرفة والتاريخ للفسوي[ج3 ص326] والمستدرك على الصحيحين للحاكم :ج3/ص192 ح4812 والاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر ج 1 ص 387 وتاريخ دمشق ج13ص279

10- عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ وَفَاةِ عَلِي ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ ، وَإِنَّ أَمْرَ اللهِ وَاقِعٌ وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ ، وَإِنِّي وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ إِلَيَّ مِنْ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَا يَزِنُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ يُهْرَاقُ فِيهَا مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ مُنْذُ عَلِمْت مَا يَنْفَعُنِي مِمَّا يَضُرُّنِي، فَالْحَقُوا بِمَطِيِّكُمْ .
المصنف لابن أبي شيبة[ج15 ص94 رقم38513] وفضائل الصحابة:ج2/ص773 ح1364 وتاريخ دمشق ج 13ص273.

11- 
قال هلال بن خباب: جمع الحسن رؤوس أهل العراق في هذا القصر قصر المدائن فقال إنكم قد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا.المعرفة والتاريخ للفسوي[ج3 ص326] ورجاله بين الثقة والصدوق وتاريخ دمشق لابن عساكر ج13ص270.

12-عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الشامي عن أبيه قال قلت للحسن بن علي:" أن الناس يزعمون انك تريد الخلافة" قال: "كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجه الله تعالى ثم اثيرها بأتياس الحجاز".
حلية الاولياء 2 / 36 - 37 وسير الاعلام 3 / 274 والحاكم في المستدرك 3 / 170 وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وتاريخ دمشق ج13ص 280


13-
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : " يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لَوْ لَمْ تَذْهَلْ نَفْسِي عَنْكُمْ إِلا لِثَلاثِ خِصَالٍ لَذَهِلَتْ : بِقَتْلِكُمْ أَبِي , وَسِبَائِكُمْ ثِقَلِي , وَمَطْعَنِكُمْ فِي بَطْنِي , وَإِنِّي قَدْ بَايَعْتُ مُعَاوِيَةَ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا " . جزء القاسم بن موسى الأشيب رقم : 52